شبكة ام البنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

درس من الحياة

اذهب الى الأسفل

درس من الحياة Empty درس من الحياة

مُساهمة من طرف خادم السيدة الزهراء ع الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 8:05 pm

درس من الحياة
خادم السيدة الزهراء عليها السلام
نحن نعيش في هذا العالم المملوء بالتغيرات والمملوء بالفرص الكثيرة، ومما يميز هذا العالم أن على المرء أن يعرف كيف يُسخّر هذا العالم وهذا الكون لتحقيق مآربه وأهدافه – أيا كانت -، ولا يتحقق ذلك إلا بفهم جيد للحياة وتطلع عميق متفائل للمستقبل، وترك ما من شأنه ابعاد كل خير عنك ..
لقد لفت نظري واقع حال الكثيرين من الناس من كثرة التشائم وحالة التسليم لحالهم ووضعهم، ولفت نظري السلبية التي يتم التفاعل بها عند كل أمر وتقديم السيء على الخير ...
الكثير من الأشخاص يقولون بأن الأمور السيئة دائما تحدث معهم، كأنهم يجذبونها إلى أنفسهم، وهذا التعبير صحيح تماما !
كل أمر سلبي يحدث معك فإنك في الغالب من يتسبب في جذبه إليك!، وذلك لأخطاء تقوم بها من حيث تدري ومن حيث لا تدري ...
التعامل مع الأمور قبل حدوثها أو بعد حدوثها ينبغي أن يكون العقل هو المسيطر عليها والعاطفة لا تؤثر على حكمك وقرارك وتصرفاتك ، فتخسر خسرانا كبيرا ..
هذا العالم كالمحيط إن لم تعرف كيف تغوص فيه فإنه سيجرك للهاوية، وإن لم تعرف متى تغوص وتسبح فيه ومتى تسلّم نفسك لأمواج المحيط فإنه أيضا سيكون مصيرك الهاوية ..
ففي المحيط أوقات عليك فيها الغوص وأوقات عليك فيها أن تسلّم نفسك لأمواجها وإن عتت! مثلا لو أن أغلب من يتعرضون للغرق والتي عادة ما تنتهي بالوفاة يستخدمون عقولهم في هذه الثوان الحرجة ويتنبهوا ويسلموا أنفسهم للمحيط والبحر فإنهم بعد مدة قصيرة يطفون عليها ويُنجون أنفسهم، لكن سبب غرقهم هو أنهم حاولوا السباحة فيه !! فحركات السباحة حينما كانت لحظة الغرق أسرعت في جرهم إلى الهاوية !
وهذه تنطبق على الحياة، فالحياة فيها أوقات عليك أن تتخذ فيها قرار المواجهة للصعاب والقدر وفي غيرها أن تسلم نفسك لها وتطأطئ رأسك في مقابلها ، ولا أعني هنا بالقدر واقع العيش في بيئة فقيره أو جاهلة بل أعني ما يتعرض له الانسان كانسان من القضاء والقدر ..
الانسان البشري الآدمي كثيرا ما يذهب إلى ما يُغرقه بدلا من أن يذهب إلى ما يُنجيه ، عند كل موقف تقريبا في الحياة فإنه يبدأ بشكل عام بتقديم كل احتمال سلبي متوقع وغير متوقع ، ولو أنه قدم احتمالات ايجابية متعددة فحتى لو لم تتحق في البداية ولكنه واصل على حال الايجابية فإنه نتيجة يتحقق له كل أمر ايجابي عاجلا أم آجلا!
حينما يصادفك أي موقف من المواقف فإما أنك لا تتخذ آراء وأحكام مسبقة نهائيا، وإما أن تكون متفائلا وحتى لو كانت النتيجة أمر أو خبر سلبي فلا يكون مؤثرا على هذه النظرة للحياة ، لأنك تعيش فيها مدة من الحياة لا لحظة واحدة ، فعليك أن تفكر للمستقبل وان عليك النهوض سريعا لمواجهتها فالحياة وإن كانت في حقيقتها قصيرة ولكن عليك أن تسعى إلى أن تعيش فيها أطول فترة وتحقق خلالها أكبر انجاز يقودك في نهاية الأمر إلى حياة الخلد في جنات النعيم ..
لا تقدّم عند حدوث أي أمر الاحتمال السيء وقدّم كل احتمال جيد، فلو واصلت على هذا الأمر مدة من الزمن فإن الكون يتفاعل معك ليتحقق لك كل ما هو جيد، والعكس بالعكس صحيح!
حينما يأتيك أحدهم يريد الحديث معك، ولكنه كان يتلعثم في بداية حديثه وأنت واقعا لا تعرف ما يريد قوله لكنك توقعت أن يحمل لك خبرا سيئا، ومع أنه لم يحمل لك خبرا سيئا ضللت تكرر نفس الأمر فبعد مدّة ترى نفسك تكره ذلك الشخص وتقول في كل مرة يأتي إليّ هذا الشخص فإنه يحمل لي أسوأ الأخبار!
حينما يتأخر أحدهم عن بيته أو لا يجيب على الهاتف يبدأ الطرف الآخر بوضع كل احتمال سلبي لذلك، ولو أنه يضع الاحتمالات الايجابية كالرزق الحلال مثلا ، فبعد مدة سيرون ازدياد رزقهم !
وفي العلاقات الأسرية والعلاقة بين الوالدين والأبناء مثال عملي لتقديم السيء على الجيد، فتجد بمجرد أقل شيء من الأبناء يتم تقديم كل احتمال سيء له علاقة بهذه المشكلة أم ليس له علاقة، يفكر الولد فيه أم لا يفكر فيه، قد يقول البعض بأن ذلك بسبب العاطفة فنقول وأين العقل ؟ الذي يفترض به أن يسيطر على رغبات الانسان، كي يستطيع المواصلة في الحياة، هناك قصص حقيقية في هذا المجال – خصوصا فيما يتعلق بالوالدين والأبناء – تجعلك تعي أكثر ما نقوله هنا، لذا ننصح كل عاقل أن يكثر من التأمل في هذه الحياة وأن يحاول أن يستوعبها بشكل أكبر !
حتى الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام تجد فيها إشارات وحكما مفيدة للتعامل مع الحياة وما يحدث فيها وما يجري عليك ..
ومن أهمها أن عليك أن تحسن الظن بالله جل وعلا في كل أمر ومورد وأن تعرف وتعي وتصدق بأن عاقبة كل ذلك الخير ، كالحديث القائل ( ما أصاب المؤمن من قضاء أو قدر فهو خير له ) وحديث من بات يشكو ربه مشهور، وقد وردت أحاديث أخرى في ذلك .
وربما يقال أن أصعب ما في هذا الأمر ما يصيب المرء من الجزع لتأخر الفرج، فنقول له عليك بالصبر ، وقد ورد لأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك :
اصبر قليلا فبعد العسر تيسير ...
وكل أمر له وقت وتدبير ...
وللمهيمن في حالاتنا نظر ...
وفوق تقديرنا لله تقدير ...
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام الحديث التالي، وفيه تأكيد لمطلب الصبر، وفيه إشارة لما ذكرناه سابقا عن ضرورة أن يعرف متى يلجأ للمواجهة من عدمها، ونص هذا الحديث: ( إن للنكبات نهايات، ولا بُد لأحد إذا نكب من أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدّتها، فإن في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها)
بعد كل هذا نسأل الله لنا ولكم التوفيق والنجاح، والعمل لما من شأنه رفعه الانسان في هذه الدنيا ...
أخوكم
خادم السيدة الزهراء عليها السلام
13\11\2007م
خادم السيدة الزهراء ع
خادم السيدة الزهراء ع

ذكر
عدد الرسائل : 742
العمر : 39
البلد : التبري والتولي ولعن الشيخين
تاريخ التسجيل : 05/06/2007

http://oneham.ahlamontada.com/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى